تشهد شركة مايكروسوفت واحدة من أعنف موجات الاحتجاجات في تاريخها ، إثر تصاعد تحركات مجموعة من موظفيها الحاليين والسابقين ضد عقود الشركة مع الحكومة والجيش الإسرائيلي عبر خدمات Azure السحابية.
تحولت المطالب الداخلية التي بدأت كعريضة إلى موجة احتجاجات علنية وصلت إلى منازل المديرين التنفيذيين، وامتدت إلى قلب مقر الشركة في ريدموند بولاية واشنطن.
ظهرت حركة “No Azure for Apartheid” العام الماضي، عندما بادر موظفون في شركة مايكروسوفت إلى رفع عريضة داخلية من أجل غزة تطالب:
لكن الشركة تجاهلت هذه المطالب، ما دفع الموظفين إلى الانتقال من الضغط الداخلي إلى الاحتجاجات العلنية، في خطوة وصفها المراقبون بأنها غير مسبوقة في تاريخ عمالقة التكنولوجيا الأميركية.
قادت شخصيات مثل “عبده محمد” و”حسام نصر” الحراك داخل مايكروسوفت، قبل أن يتم طردهما بعد اتهامهما بـ”إزعاج الزملاء” عبر استخدام مكبرات الصوت، لكن ذلك لم يوقف نشاطهما، بل زاد من زخم الحملة التي واصلت استقطاب موظفين من داخل الشركة وخارجها.
ركَّز المحتجون على “تيريزا هاتسون” نائبة رئيس مجموعة التكنولوجيا الموثوقة، والتي تقدم تقرير الشفافية حول الذكاء الاصطناعي المسؤول في مايكروسوفت، حيث اعتبرتها الحركة “شريكة في الانتهاكات” بحكم دورها في ملفات حقوق الإنسان داخل الشركة.
في يونيو/حزيران الماضي، اضطرَّت “هاتسون” لمغادرة مؤتمر حول الأخلاقيات والتكنولوجيا بعد مقاطعة المتظاهرين.
وفي أغسطس/آب الجاري، تجمَّع أكثر من 30 ناشطاً أمام منزلها، حيث غطوا الرصيف بطلاء أحمر وكتبوا شعارات تصفها بالمشاركة في “جرائم الإبادة”.
أقام المحتجون مخيماً أمام المقر الرئيسي لشركة مايكروسوفت، لكن الشرطة أزالتهم بالقوة بعد يومين، ما أسفر عن اعتقال نحو 20 شخصاً بينهم موظفون حاليون.
فيما وثَّق الناشطون مشاهد أظهرت شرطياً يستخدم سلاح “pepper ball” على متظاهر مقيد، وهو ما أثار موجة انتقادات للشرطة ولإدارة مايكروسوفت.
لم تقتصر احتجاجات مايكروسوفت بسبب غزة على المقرات، بل امتد إلى منازل كبار التنفيذيين، إذ نظم العشرات مسيرة بحرية على بحيرة واشنطن مستخدمين قوارب كاياك، ورفعوا لافتات ضد الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا ورئيس الشركة براد سميث، تصفهما بأنهما “مجرما حرب”.
في ذروة التصعيد، نجح سبعة ناشطين – بينهم موظفون حاليون وسابقون في شركة مايكروسوفت – في اقتحام مكتب براد سميث داخل مبنى 34 بمقر الشركة. نفذوا اعتصاماً داخله مستخدمين الكراسي لإغلاق الأبواب، ما اضطر الشركة إلى إخلاء المبنى مؤقتاً.
في مواجهة التصعيد:
تواجه شركة مايكروسوفت اليوم تحديات حساسة:
لم تعد أزمة شركة مايكروسوفت مجرد خلاف داخلي بين موظفين وإدارة، بل تحولت إلى مواجهة علنية مفتوحة حول مسؤولية شركات التكنولوجيا الكبرى في النزاعات العالمية.
وبينما تُصرُّ حركة الاحتجاجات على شعارها “No Azure for Apartheid”، تحاول الشركة حماية سمعتها واستثماراتها الضخمة في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
فيما يبقى السؤال: هل ستنجح مايكروسوفت في تهدئة العاصفة عبر وعودها بالشفافية، أم أن الاحتجاجات ستتواصل لتكشف مزيداً من التناقضات بين الربح التجاري والمسؤولية الأخلاقية؟
المصادر:
Theverge
No Azure For Apartheid
ظهرت المقالة شركة مايكروسوفت ساحة للصراع والاحتجاجات بسبب غزة أولاً على بلوك تِك.
المصدر
تحولت المطالب الداخلية التي بدأت كعريضة إلى موجة احتجاجات علنية وصلت إلى منازل المديرين التنفيذيين، وامتدت إلى قلب مقر الشركة في ريدموند بولاية واشنطن.
عريضة ثم حركة منظمة داخل مايكروسوفت من أجل غزة
ظهرت حركة “No Azure for Apartheid” العام الماضي، عندما بادر موظفون في شركة مايكروسوفت إلى رفع عريضة داخلية من أجل غزة تطالب:
- بإنهاء جميع عقود Azure مع الجيش والحكومة الإسرائيلية.
- الإفصاح عن جميع الشراكات المرتبطة بإسرائيل.
- الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة.
- حماية الموظفين المؤيدين لفلسطين من التضييق.
لكن الشركة تجاهلت هذه المطالب، ما دفع الموظفين إلى الانتقال من الضغط الداخلي إلى الاحتجاجات العلنية، في خطوة وصفها المراقبون بأنها غير مسبوقة في تاريخ عمالقة التكنولوجيا الأميركية.

تصعيد داخل شركة مايكروسوفت وخارجها
طرد المنظمين
قادت شخصيات مثل “عبده محمد” و”حسام نصر” الحراك داخل مايكروسوفت، قبل أن يتم طردهما بعد اتهامهما بـ”إزعاج الزملاء” عبر استخدام مكبرات الصوت، لكن ذلك لم يوقف نشاطهما، بل زاد من زخم الحملة التي واصلت استقطاب موظفين من داخل الشركة وخارجها.
استهداف المديرين التنفيذيين
ركَّز المحتجون على “تيريزا هاتسون” نائبة رئيس مجموعة التكنولوجيا الموثوقة، والتي تقدم تقرير الشفافية حول الذكاء الاصطناعي المسؤول في مايكروسوفت، حيث اعتبرتها الحركة “شريكة في الانتهاكات” بحكم دورها في ملفات حقوق الإنسان داخل الشركة.
في يونيو/حزيران الماضي، اضطرَّت “هاتسون” لمغادرة مؤتمر حول الأخلاقيات والتكنولوجيا بعد مقاطعة المتظاهرين.
وفي أغسطس/آب الجاري، تجمَّع أكثر من 30 ناشطاً أمام منزلها، حيث غطوا الرصيف بطلاء أحمر وكتبوا شعارات تصفها بالمشاركة في “جرائم الإبادة”.
اعتقالات بسبب احتجاجات غزة
أقام المحتجون مخيماً أمام المقر الرئيسي لشركة مايكروسوفت، لكن الشرطة أزالتهم بالقوة بعد يومين، ما أسفر عن اعتقال نحو 20 شخصاً بينهم موظفون حاليون.
فيما وثَّق الناشطون مشاهد أظهرت شرطياً يستخدم سلاح “pepper ball” على متظاهر مقيد، وهو ما أثار موجة انتقادات للشرطة ولإدارة مايكروسوفت.
احتجاجات غزة طالت ناديلا وبراد سميث
لم تقتصر احتجاجات مايكروسوفت بسبب غزة على المقرات، بل امتد إلى منازل كبار التنفيذيين، إذ نظم العشرات مسيرة بحرية على بحيرة واشنطن مستخدمين قوارب كاياك، ورفعوا لافتات ضد الرئيس التنفيذي ساتيا ناديلا ورئيس الشركة براد سميث، تصفهما بأنهما “مجرما حرب”.
اقتحام مكتب براد سميث
في ذروة التصعيد، نجح سبعة ناشطين – بينهم موظفون حاليون وسابقون في شركة مايكروسوفت – في اقتحام مكتب براد سميث داخل مبنى 34 بمقر الشركة. نفذوا اعتصاماً داخله مستخدمين الكراسي لإغلاق الأبواب، ما اضطر الشركة إلى إخلاء المبنى مؤقتاً.

رد شركة مايكروسوفت: بين الدفاع والتشكيك
في مواجهة التصعيد:
- عقد براد سميث مؤتمراً صحفياً طارئاً، أعلن فيه أن شركة مايكروسوفت “ملتزمة بمبادئ حقوق الإنسان”، وكشف عن فتح تحقيق داخلي وخارجي بعد تقارير إعلامية تحدثت عن استخدام آزور في مراقبة الفلسطينيين.
- أكدت الشركة أنها لم تجد أي أدلة تثبت أن تقنياتها استُخدمت لإيذاء المدنيين في غزة.
- بدأت مايكروسوفت في تسريب صور ومقاطع لوسائل الإعلام تظهر المحتجين وهم يقطعون أسلاك الصوت أو يسحبون أسوار الأمن، في محاولة لتغيير السردية.
- استعانت شركة مايكروسوفت بمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) لتعقب منظمي الاحتجاجات، ورفعت مستويات الأمن في مقرها، وألغت بعض الفعاليات الداخلية.

أبعاد أوسع للأزمة
تواجه شركة مايكروسوفت اليوم تحديات حساسة:
- الضغط الداخلي: رغم محاولات الإدارة التقليل من شأن الحركة واعتبارها “منظمة من قلة من الموظفين”، إلا أن تقارير صحفية تؤكد أن عدداً كبيراً من الموظفين يساندونها بشكل غير معلن.
- السمعة الأخلاقية: تعرضت الشركة سابقاً لانتقادات بعد حجب رسائل بريد تحتوي على كلمة “فلسطين”، ما يعكس هشاشة ثقة العاملين بوعودها المتعلقة بحقوق الإنسان.
- المخاطر المستقبلية: مع اقتراب مؤتمر Microsoft Ignite في سان فرانسيسكو، يُتوقع أن تستمر الاحتجاجات وربما تتصاعد، ما يُشكِّل تهديداً مباشراً لصورة الشركة العالمية.
لم تعد أزمة شركة مايكروسوفت مجرد خلاف داخلي بين موظفين وإدارة، بل تحولت إلى مواجهة علنية مفتوحة حول مسؤولية شركات التكنولوجيا الكبرى في النزاعات العالمية.
وبينما تُصرُّ حركة الاحتجاجات على شعارها “No Azure for Apartheid”، تحاول الشركة حماية سمعتها واستثماراتها الضخمة في مجال الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
فيما يبقى السؤال: هل ستنجح مايكروسوفت في تهدئة العاصفة عبر وعودها بالشفافية، أم أن الاحتجاجات ستتواصل لتكشف مزيداً من التناقضات بين الربح التجاري والمسؤولية الأخلاقية؟
المصادر:
Theverge
No Azure For Apartheid
ظهرت المقالة شركة مايكروسوفت ساحة للصراع والاحتجاجات بسبب غزة أولاً على بلوك تِك.
المصدر