تواجه شركة ميتا اتهامات خطيرة بالتلاعب في أبحاث متعلقة بسلامة الأطفال داخل منصات الواقع الافتراضي “الميتافيرس”، وخاصة في تطبيق Horizon Worlds بهدف الحفاظ على زيادة التفاعل وتحقيق الأرباح، وذلك في تطور أثار جدلاً واسعاً في الأوساط التكنولوجية والاجتماعية والسياسية، وفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى التزام الشركة بالمعايير الأخلاقية وحدود الابتكار الرقمي.
ستة من الموظفين الحاليين والسابقين في ميتا تقدموا بشهادات للكونجرس الأمريكي، مشيرين إلى أن الشركة أخفت وعدّلت نتائج أبحاث داخلية تتعلق بالسلامة تُظهر تعرض الأطفال للتحرش والعنف داخل بيئاتها ثلاثية الأبعاد.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن جيسون ساتيزان أحد المُبلّغين عن المخالفات الذين عملوا على أبحاث الواقع الافتراضي للشركة قوله في بيان: “كانت ميتا تعلم أن الأطفال القُصّر يستخدمون منتجاتها، لكنها أدركت أن الأطفال هم من يُحفّزون التفاعل، وأن ذلك يُدرّ عليهم أرباحاً“.
وأضاف: “لقد اخترقت ميتا فرقها الداخلية للتلاعب بالأبحاث ومحو البيانات التي لا تُعجبها”.
ومن بين الحالات التي تم التستر عليها، مقابلة مع عائلة ألمانية أفاد فيها طفل أن شقيقه الأصغر الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره “كان يقابل غرباء بشكل متكرر” في الواقع الافتراضي الخاص بشركة ميتا، وأن بالغين تحرشوا بأخيه الصغير.
وتشير الادعاءات إلى أن الشركة طلبت من أحد الباحثين حذف معلومات من المقابلة وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.
ويضيف المدّعون الذين تمثلهم منظمة “مساعدة المُبلّغين” القانونية غير الربحية إن مديري الشركة أصدروا تعليمات للموظفين بتجنب الأبحاث التي قد تُظهر أدلة على إيذاء الأطفال في الواقع الافتراضي، وفي إحدى الحالات قيل لأحد الباحثين أن “يبتلع هذا الشيء المثير للاشمئزاز” في إشارة للأدلة.
وتنص ادعاءات المُبلّغين عن المخالفات التي نُشرت أمس الاثنين على أنه كان بإمكان شركة ميتا بذل المزيد من الجهود لضمان سلامة الأطفال فيما يتعلق بمنتجات الواقع الافتراضي الخاصة بها.
ميتا كانت قد خفضت الحد الأدنى لعمر استخدام نظارات الواقع الافتراضي كويست “Quest” من 13 إلى 10 سنوات في عام 2023، وسمحت للأطفال من عمر 10 إلى 12 باستخدام ميزات الدردشة والمكالمات بشرط موافقة الوالدين بدءًا من يوليو 2024.
ورداً على المستجدات، نفت الشركة الاتهامات بخصوص سلامة الأطفال في العالم الافتراضي الميتافيرس ووصفتها بأنها “سردية مفبركة” تهدف إلى تشويه صورتها، مشيرة إلى أنها أجرت أكثر من 180 دراسة منذ 2022 حول سلامة المستخدمين الشباب.
وقال المتحدث باسمها داني ليفر إن “هذه الأمثلة القليلة يتم تجميعها معًا لتتناسب مع رواية محددة مسبقًا وكاذبة”، مذكراً أن ميتا وفرت للآباء أدوات رقابة وإشراف على استخدام الأطفال لنظارات كويست بعد خفض العمر المسموح به من 13 إلى 10 سنوات عام 2023.
من المقرر أن يدلي المدعون بشهاداتهم أمام اللجنة القضائية الفرعية المعنية بالخصوصية والتكنولوجيا والقانون في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، لتقديم شهاداتهم حول هذه الادعاءات، وكذلك كايس سافاج الباحث الرئيسي في ميتا.
وكان الجدل تصاعد بعد تصريحات السيناتور مارشا بلاكبيرن التي وصفت تصرفات ميتا بأنها “شبكة أكاذيب مثيرة للاشمئزاز”، مطالبة الكونجرس بتمرير تشريعات تضع حواجز وقائية لحماية الأطفال من الأذى الرقمي على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت بلاكبيرن: “بدلاً من الاهتمام بالمخاوف الجدية بشأن انتشار إيذاء الأطفال على منصاتها، قامت ميتا بإسكات الموظفين الذين تجرأوا على الإبلاغ، ودفنت أدلة فاضحة، واستخدمت أطفالًا أبرياء بلا خجل كأدوات لتحقيق مكاسب مالية”.
وأضافت: “يجب الإشادة بهؤلاء المبلغين عن المخالفات لشجاعتهم في كشف شبكة أكاذيب ميتا البغيضة”.
وسابقاً وجّه المشرّعون انتقادات لاذعة لمديري ميتا التنفيذيين مراراً وتكراراً لترويجهم محتوىً للشباب يشجع على التنمر وتعاطي المخدرات وإيذاء النفس.
وفي إحدى جلسات الاستماع بالكونجرس في يناير 2024، حث السيناتور الجمهوري جوش هاولي مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا على الاعتذار علناً، وهو ما فعله في جلسة استماع سابقة، مؤكدًا التزام الشركة بتحسين سلامة الأطفال على منصاتها.
وقال زوكربيرج آنذاك: “أعتذر عن كل ما مررتم به جميعاً.. لا ينبغي لأحد أن يمر بما عانت منه عائلاتكم، ولهذا السبب نستثمر كثيراً، وسنواصل بذل جهودنا على مستوى القطاع لضمان عدم اضطرار أي شخص إلى المرور بما عانت منه عائلاتكم”.
تأتي هذه التطورات بالتزامن مع انتقادات متزايدة من مشرعين وموظفين سابقين يتهمون ميتا بالتقصير في حماية الأطفال على منصاتها للتواصل الاجتماعي، وسط دعوات لتشديد القوانين على شركات التواصل الاجتماعي.
المصادر
Theguardian
Engadget
ظهرت المقالة اتهام ميتا بالتلاعب في أبحاث سلامة الأطفال بالميتافيرس أولاً على بلوك تِك.
المصدر
ما هو مضمون الاتهامات لـ ميتا؟
ستة من الموظفين الحاليين والسابقين في ميتا تقدموا بشهادات للكونجرس الأمريكي، مشيرين إلى أن الشركة أخفت وعدّلت نتائج أبحاث داخلية تتعلق بالسلامة تُظهر تعرض الأطفال للتحرش والعنف داخل بيئاتها ثلاثية الأبعاد.
ونقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن جيسون ساتيزان أحد المُبلّغين عن المخالفات الذين عملوا على أبحاث الواقع الافتراضي للشركة قوله في بيان: “كانت ميتا تعلم أن الأطفال القُصّر يستخدمون منتجاتها، لكنها أدركت أن الأطفال هم من يُحفّزون التفاعل، وأن ذلك يُدرّ عليهم أرباحاً“.
وأضاف: “لقد اخترقت ميتا فرقها الداخلية للتلاعب بالأبحاث ومحو البيانات التي لا تُعجبها”.
ومن بين الحالات التي تم التستر عليها، مقابلة مع عائلة ألمانية أفاد فيها طفل أن شقيقه الأصغر الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره “كان يقابل غرباء بشكل متكرر” في الواقع الافتراضي الخاص بشركة ميتا، وأن بالغين تحرشوا بأخيه الصغير.
وتشير الادعاءات إلى أن الشركة طلبت من أحد الباحثين حذف معلومات من المقابلة وفقاً لصحيفة واشنطن بوست.
ويضيف المدّعون الذين تمثلهم منظمة “مساعدة المُبلّغين” القانونية غير الربحية إن مديري الشركة أصدروا تعليمات للموظفين بتجنب الأبحاث التي قد تُظهر أدلة على إيذاء الأطفال في الواقع الافتراضي، وفي إحدى الحالات قيل لأحد الباحثين أن “يبتلع هذا الشيء المثير للاشمئزاز” في إشارة للأدلة.
وتنص ادعاءات المُبلّغين عن المخالفات التي نُشرت أمس الاثنين على أنه كان بإمكان شركة ميتا بذل المزيد من الجهود لضمان سلامة الأطفال فيما يتعلق بمنتجات الواقع الافتراضي الخاصة بها.
ميتا: سردية مفبركة لتشويه صورة الشركة

ميتا كانت قد خفضت الحد الأدنى لعمر استخدام نظارات الواقع الافتراضي كويست “Quest” من 13 إلى 10 سنوات في عام 2023، وسمحت للأطفال من عمر 10 إلى 12 باستخدام ميزات الدردشة والمكالمات بشرط موافقة الوالدين بدءًا من يوليو 2024.
ورداً على المستجدات، نفت الشركة الاتهامات بخصوص سلامة الأطفال في العالم الافتراضي الميتافيرس ووصفتها بأنها “سردية مفبركة” تهدف إلى تشويه صورتها، مشيرة إلى أنها أجرت أكثر من 180 دراسة منذ 2022 حول سلامة المستخدمين الشباب.
وقال المتحدث باسمها داني ليفر إن “هذه الأمثلة القليلة يتم تجميعها معًا لتتناسب مع رواية محددة مسبقًا وكاذبة”، مذكراً أن ميتا وفرت للآباء أدوات رقابة وإشراف على استخدام الأطفال لنظارات كويست بعد خفض العمر المسموح به من 13 إلى 10 سنوات عام 2023.
جلسة في الكونجرس لعرض الشهادات
من المقرر أن يدلي المدعون بشهاداتهم أمام اللجنة القضائية الفرعية المعنية بالخصوصية والتكنولوجيا والقانون في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025، لتقديم شهاداتهم حول هذه الادعاءات، وكذلك كايس سافاج الباحث الرئيسي في ميتا.
تصاعد الجدل في الكونجرس
وكان الجدل تصاعد بعد تصريحات السيناتور مارشا بلاكبيرن التي وصفت تصرفات ميتا بأنها “شبكة أكاذيب مثيرة للاشمئزاز”، مطالبة الكونجرس بتمرير تشريعات تضع حواجز وقائية لحماية الأطفال من الأذى الرقمي على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت بلاكبيرن: “بدلاً من الاهتمام بالمخاوف الجدية بشأن انتشار إيذاء الأطفال على منصاتها، قامت ميتا بإسكات الموظفين الذين تجرأوا على الإبلاغ، ودفنت أدلة فاضحة، واستخدمت أطفالًا أبرياء بلا خجل كأدوات لتحقيق مكاسب مالية”.
وأضافت: “يجب الإشادة بهؤلاء المبلغين عن المخالفات لشجاعتهم في كشف شبكة أكاذيب ميتا البغيضة”.
وسابقاً وجّه المشرّعون انتقادات لاذعة لمديري ميتا التنفيذيين مراراً وتكراراً لترويجهم محتوىً للشباب يشجع على التنمر وتعاطي المخدرات وإيذاء النفس.
وفي إحدى جلسات الاستماع بالكونجرس في يناير 2024، حث السيناتور الجمهوري جوش هاولي مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا على الاعتذار علناً، وهو ما فعله في جلسة استماع سابقة، مؤكدًا التزام الشركة بتحسين سلامة الأطفال على منصاتها.
وقال زوكربيرج آنذاك: “أعتذر عن كل ما مررتم به جميعاً.. لا ينبغي لأحد أن يمر بما عانت منه عائلاتكم، ولهذا السبب نستثمر كثيراً، وسنواصل بذل جهودنا على مستوى القطاع لضمان عدم اضطرار أي شخص إلى المرور بما عانت منه عائلاتكم”.
تأتي هذه التطورات بالتزامن مع انتقادات متزايدة من مشرعين وموظفين سابقين يتهمون ميتا بالتقصير في حماية الأطفال على منصاتها للتواصل الاجتماعي، وسط دعوات لتشديد القوانين على شركات التواصل الاجتماعي.
المصادر
Theguardian
Engadget
ظهرت المقالة اتهام ميتا بالتلاعب في أبحاث سلامة الأطفال بالميتافيرس أولاً على بلوك تِك.
المصدر