توصية بريطانية بحذف البريد الإلكتروني لمواجهة الجفاف تثير الجدل

ADMIN

Administrator
طاقم الإدارة
في خطوة أثارت موجة من السخرية والانتقادات، أوصت الحكومة البريطانية المواطنين بحذف رسائل البريد الإلكتروني والصور القديمة كجزء من جهود ترشيد استهلاك المياه، معللة ذلك بأن مراكز البيانات التي تخزن هذه الرسائل تستهلك كميات هائلة من المياه لتبريد أنظمتها.

كيف يرتبط البريد الإلكتروني باستهلاك المياه؟​


ذكر تقرير أعده موقع الجزيرة نت أن المستخدم العادي يتلقى نحو 121 رسالة يومياً، معظمها غير مقروءة وتظل مخزنة في السحابة، وفقاً لصحيفة “ميترو”.

هذه السحابة تعتمد على مراكز بيانات ضخمة، تعمل بأقراص صلبة تستهلك طاقة كبيرة، وتحتاج إلى تبريد مستمر باستخدام المياه.

بعض هذه المراكز تستهلك حتى 22 مليون لتر يومياً، أي ما يعادل استهلاك مدينة صغيرة.

ومع تفاقم أزمة الجفاف في إنجلترا، بدأت الحكومة تبحث عن حلول غير تقليدية، منها تقليل الحمل الرقمي.


56566


ماذا يقول الخبراء؟​




غاري بارنيت، كبير المحللين في شركة GlobalData، وصف التوصية بأنها “مشتتة وغير منطقية”، مؤكداً أن حذف آلاف الرسائل لن يعادل حتى ثانية واحدة من الاستحمام.

فمثلاً، تخزين 5 جيجابايت من البيانات يحتاج إلى 79 مل فقط من المياه، بينما ثانية واحدة من الاستحمام تستهلك 10 إلى 15 لتراً.

من جهته، كريس بريست أستاذ الاستدامة في جامعة بريستول أشار إلى أن حذف البريد الإلكتروني قد يزيد من استهلاك المياه، لأن الوصول إلى البيانات يتطلب طاقة أكثر من مجرد تخزينها.

أرقام تثير التساؤلات​


أورد الموقع احصائيات تقنية حول الموضوع، بينها:

  • تستهلك مراكز البيانات في بريطانيا نحو 10 مليارات لتر سنوياً.
  • حذف 1000 رسالة بريد إلكتروني يوفر فقط 0.2 لتر من الماء يوميًا.
  • شركة Thames Water وحدها فقدت أكثر من 570 مليون لتر بسبب التسريبات في عام واحد.

انتقادات لاذعة على المنصات الرقمية​


على منصة Reddit الشهيرة، وصف المستخدمون التوصية بأنها “فارغة المحتوى”، مشيرين إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في البنية التحتية المهترئة وتسرب المياه، وليس في “صور عيد ميلاد الجدة المخزنة في السحابة”.

كما تساءل البعض عن تناقض الحكومة البريطانية التي تدعو لحذف البيانات بينما تسعى لتوسيع استخدام الذكاء الاصطناعي، الذي يعتمد على مراكز بيانات أكثر استهلاكاً للطاقة والمياه.

وعلى الرغم من طبيعة الانتقادات التي وصلت حد السخرية، إلا أن التوصية تثير تساؤلات عميقة حول العلاقة بين التكنولوجيا والبيئة، وهل نحن أمام محاولة لتجميل الواقع الرقمي أم بداية نقاش أوسع حول استدامة البنية التحتية التقنية؟ وكيف يمكن للابتكار أن يكون جزءًا من الحل لا المشكلة.

المصدر
الجزيرة

ظهرت المقالة توصية بريطانية بحذف البريد الإلكتروني لمواجهة الجفاف تثير الجدل أولاً على بلوك تِك.

المصدر
 
عودة
أعلى