تشهد شركة آبل إعادة هيكلة إدارية غير مسبوقة مع رحيل عدد من كبار المسؤولين التنفيذيين الذين لعبوا أدواراً محورية في رسم الهوية التقنية والقانونية والبيئية للشركة، وذلك في وقت حساس تسعى فيه إلى تعزيز حضورها في مجالات الذكاء الاصطناعي ومواجهة الضغوط التنظيمية العالمية، وسط تساؤلات حول استراتيجيتها المستقبلية وقدرتها على احتواء الأزمة وتحويلها إلى فرصة للتطوير والابتكار.
من أبرز المغادرين رئيس قسم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي “جون جيناندريا” الذي ساهم في بناء خارطة طريق الذكاء الاصطناعي داخل آبل، حيث تنحى عن منصبه وسيعمل مستشاراً في الشركة حتى تقاعده في ربيع العام القادم.
ويتزامن رحيله مع مساعي الشركة لمواكبة تطورات السوق في الذكاء الاصطناعي وتمسكها بتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة تعمل مباشرة على الأجهزة وليس بوساطة خوادم خارجية.
كذلك ستتقاعد المستشارة العامة “كاثرين آدامز” التي تشغل المنصب منذ عام 2017 في أواخر العام المقبل، تسبقها نائبة الرئيس لشؤون البيئة والسياسات والمبادرات الاجتماعية “ليزا جاكسون” في نهاية يناير 2026، وذلك بعد سنوات من إدارة متمكنة لملفات تنظيمية معقدة ومواجهة التدقيق العالمي في قضايا مكافحة الاحتكار والالتزامات البيئية والاستدامة.
وعقب سلسلة من التغييرات في فريق التصميم خلال السنوات الأخيرة التي ضمنت استقراره لفترة، جاءت استقالة “آلان داي” أحد أبرز مسؤولي التصميم في آبل للانضمام إلى ميتا لتشكل خروجاً مهماً من الفريق الذي كان يُعتبر ركيزة أساسية للهوية البصرية للشركة.
رئيس قسم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في آبل “جون جيناندريا” (إلى اليمين) سيتقاعد العام المقبل، وسيخلفه في جزء من المهام “أمار سوبرامانيا” (إلى السار)
رغم موجة الرحيل، تعمل آبل على تعويض الكفاءات التي خسرتها، فقد أعلنت عن تعيين “جينيفر نيوستيد” كبيرة المسؤولين القانونيين في شركة ميتا سابقاً لتولي منصب المستشارة العامة ونائبة الرئيس الأولى ابتداءً من مارس 2026.
إضافة إلى مسؤولياتها ستقود “نيوستيد” التي شغلت سابقاً منصب المستشارة القانونية لوزارة الخارجية الأميركية قسم الشؤون الحكومية بعد دمجه مع الإدارة القانونية، بهدف تبسيط استجابة الشركة للضغوط التنظيمية العالمية.
وإثر تقاعد رئيس قسم الذكاء الاصطناعي، سيتولى “أمار سوبرامانيا” المهندس المخضرم القادم من جوجل ومايكروسوفت منصب نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي، وسيقود فرقاً تعمل على نماذج آبل التأسيسية، والأبحاث، وسلامة الذكاء الاصطناعي، وسيقدم تقاريره إلى رئيس قسم البرمجيات كريج فيديريغي.
في المقابل ستنتقل الفرق الأخرى التي كانت تحت قيادة جياناندريا إلى قيادة مدير العمليات صابح خان، ورئيس الخدمات إيدي كيو، وفقاً لما أعلنته آبل.
“ستيف لومييه” سيتولى قيادة قسم التصميم بعد رحيل آلان داي إلى ميتا
ولإدارة التصميم، استقطبت الشركة داخلياً “ستيف ليميه” المصمم المخضرم الذي يعمل فيها منذ أكثر من 25 عاماً لتولي قيادة قسم التصميم بعد رحيل آلان داي إلى ميتا.
وانضم “ليميه” إلى آبل عام 1999، وشارك في تصميم كل واجهة رئيسية منذ ذلك الوقت، ولعب دوراً أساسياً في تطوير واجهات iOS، macOS، watchOS، وvisionOS، بما في ذلك ابتكارات مثل Dynamic Island وإيماءات iPhone X.
ويؤكد “تيم كوك” الرئيس التنفيذي لشركة آبل أن ليميه لطالما “رفع مستوى التميز” وهو يجسد روح التعاون والإبداع التي تميز آبل.
رغم ما أشيع مؤخراً عن احتمال رحيل الرئيس التنفيذي “تيم كوك” في عام 2026، تحدثت تقارير أن كوك سيواصل قيادة آبل لعدة سنوات أخرى، ولا توجد مؤشرات داخلية على انتقال وشيك في منصب الرئيس التنفيذي.
وتظل التكهنات حول الخلفاء المستقبليين مثل “جون تيرنوس” نائب الرئيس الأول لهندسة العتاد طويلة الأجل، حيث يبدو أن القيادة الحالية في شركة آبل حريصة على إبقاء زمام الأمور بيد الرئيس التنفيذي المخضرم لضمان انتقال سلس عند حدوث أي تغيير مستقبلي.
كما أن “جيف ويليامز”، الذي كان يُنظر إليه طويلاً كخليفة محتمل لـ “كوك” قد تخلى عن معظم مسؤولياته التشغيلية وهو يستعد لمغادرة آبل قبل نهاية العام الحالي، ويعد هذا الخروج أول تغيير بارز في القيادة العليا منذ عام 2019، حين غادر جوني إيف رئيس قسم التصميم وأنجيلا أهريندس رئيسة قسم التجزئة.
ويقود “كوك” شركة آبل منذ عام 2011 بعد وفاة المؤسس “ستيف جوبز”، وقد بلغ 65 عاماً في نوفمبر 2025، وهو يعد أطول الرؤساء التنفيذيين بقاءً في تاريخ الشركة.
وتحت قيادته، توسعت آبل في مجالات الخدمات، الترفيه، والرقائق الخاصة بها (Apple Silicon)، إضافة إلى منتجات مثل Apple Watch وAirPods.
وخلال فترة ولايته ارتفعت قيمة الشركة من نحو 350 مليار دولار إلى أكثر من 4 تريليونات دولار مدفوعة بمبيعات غير مسبوقة لسلسلة آيفون 17 أحدث ابتكاراتها.
وتؤكد توجهات آبل في التغيير وسياسة الإحلال التي اتبعتها، تمسكها باستراتيجيتها في التصميم والتطوير والابتكار الذي يميزها والذي يضع “الخصوصية” في مقدمة الأولويات رغم التحديات التقنية والتنظيمية والمالية المتزايدة والمنافسة الشرسة التي تواجهها مع عمالقة التكنولوجيا الآخرين والاستثمارات المكثفة في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
المصادر
Financialexpress
Cnbc
digit.in
Macrumors
ظهرت المقالة كواليس آبل.. رحيل قيادات بارزة وتعيينات استراتيجية تعيد رسم مستقبل الشركة أولاً على بلوك تِك.
المصدر
رحيل في صفوف الذكاء الاصطناعي والسياسات والتصميم
من أبرز المغادرين رئيس قسم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي “جون جيناندريا” الذي ساهم في بناء خارطة طريق الذكاء الاصطناعي داخل آبل، حيث تنحى عن منصبه وسيعمل مستشاراً في الشركة حتى تقاعده في ربيع العام القادم.
ويتزامن رحيله مع مساعي الشركة لمواكبة تطورات السوق في الذكاء الاصطناعي وتمسكها بتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة تعمل مباشرة على الأجهزة وليس بوساطة خوادم خارجية.
كذلك ستتقاعد المستشارة العامة “كاثرين آدامز” التي تشغل المنصب منذ عام 2017 في أواخر العام المقبل، تسبقها نائبة الرئيس لشؤون البيئة والسياسات والمبادرات الاجتماعية “ليزا جاكسون” في نهاية يناير 2026، وذلك بعد سنوات من إدارة متمكنة لملفات تنظيمية معقدة ومواجهة التدقيق العالمي في قضايا مكافحة الاحتكار والالتزامات البيئية والاستدامة.
وعقب سلسلة من التغييرات في فريق التصميم خلال السنوات الأخيرة التي ضمنت استقراره لفترة، جاءت استقالة “آلان داي” أحد أبرز مسؤولي التصميم في آبل للانضمام إلى ميتا لتشكل خروجاً مهماً من الفريق الذي كان يُعتبر ركيزة أساسية للهوية البصرية للشركة.
رئيس قسم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في آبل “جون جيناندريا” (إلى اليمين) سيتقاعد العام المقبل، وسيخلفه في جزء من المهام “أمار سوبرامانيا” (إلى السار)
تعيينات جديدة لتعزيز الاستقرار
رغم موجة الرحيل، تعمل آبل على تعويض الكفاءات التي خسرتها، فقد أعلنت عن تعيين “جينيفر نيوستيد” كبيرة المسؤولين القانونيين في شركة ميتا سابقاً لتولي منصب المستشارة العامة ونائبة الرئيس الأولى ابتداءً من مارس 2026.
إضافة إلى مسؤولياتها ستقود “نيوستيد” التي شغلت سابقاً منصب المستشارة القانونية لوزارة الخارجية الأميركية قسم الشؤون الحكومية بعد دمجه مع الإدارة القانونية، بهدف تبسيط استجابة الشركة للضغوط التنظيمية العالمية.
وإثر تقاعد رئيس قسم الذكاء الاصطناعي، سيتولى “أمار سوبرامانيا” المهندس المخضرم القادم من جوجل ومايكروسوفت منصب نائب رئيس قسم الذكاء الاصطناعي، وسيقود فرقاً تعمل على نماذج آبل التأسيسية، والأبحاث، وسلامة الذكاء الاصطناعي، وسيقدم تقاريره إلى رئيس قسم البرمجيات كريج فيديريغي.
في المقابل ستنتقل الفرق الأخرى التي كانت تحت قيادة جياناندريا إلى قيادة مدير العمليات صابح خان، ورئيس الخدمات إيدي كيو، وفقاً لما أعلنته آبل.
“ستيف لومييه” سيتولى قيادة قسم التصميم بعد رحيل آلان داي إلى ميتا
ولإدارة التصميم، استقطبت الشركة داخلياً “ستيف ليميه” المصمم المخضرم الذي يعمل فيها منذ أكثر من 25 عاماً لتولي قيادة قسم التصميم بعد رحيل آلان داي إلى ميتا.
وانضم “ليميه” إلى آبل عام 1999، وشارك في تصميم كل واجهة رئيسية منذ ذلك الوقت، ولعب دوراً أساسياً في تطوير واجهات iOS، macOS، watchOS، وvisionOS، بما في ذلك ابتكارات مثل Dynamic Island وإيماءات iPhone X.
ويؤكد “تيم كوك” الرئيس التنفيذي لشركة آبل أن ليميه لطالما “رفع مستوى التميز” وهو يجسد روح التعاون والإبداع التي تميز آبل.
المفاجأة الكبرى: رحيل تيم كوك إشاعة
رغم ما أشيع مؤخراً عن احتمال رحيل الرئيس التنفيذي “تيم كوك” في عام 2026، تحدثت تقارير أن كوك سيواصل قيادة آبل لعدة سنوات أخرى، ولا توجد مؤشرات داخلية على انتقال وشيك في منصب الرئيس التنفيذي.
وتظل التكهنات حول الخلفاء المستقبليين مثل “جون تيرنوس” نائب الرئيس الأول لهندسة العتاد طويلة الأجل، حيث يبدو أن القيادة الحالية في شركة آبل حريصة على إبقاء زمام الأمور بيد الرئيس التنفيذي المخضرم لضمان انتقال سلس عند حدوث أي تغيير مستقبلي.
كما أن “جيف ويليامز”، الذي كان يُنظر إليه طويلاً كخليفة محتمل لـ “كوك” قد تخلى عن معظم مسؤولياته التشغيلية وهو يستعد لمغادرة آبل قبل نهاية العام الحالي، ويعد هذا الخروج أول تغيير بارز في القيادة العليا منذ عام 2019، حين غادر جوني إيف رئيس قسم التصميم وأنجيلا أهريندس رئيسة قسم التجزئة.
ويقود “كوك” شركة آبل منذ عام 2011 بعد وفاة المؤسس “ستيف جوبز”، وقد بلغ 65 عاماً في نوفمبر 2025، وهو يعد أطول الرؤساء التنفيذيين بقاءً في تاريخ الشركة.
وتحت قيادته، توسعت آبل في مجالات الخدمات، الترفيه، والرقائق الخاصة بها (Apple Silicon)، إضافة إلى منتجات مثل Apple Watch وAirPods.
وخلال فترة ولايته ارتفعت قيمة الشركة من نحو 350 مليار دولار إلى أكثر من 4 تريليونات دولار مدفوعة بمبيعات غير مسبوقة لسلسلة آيفون 17 أحدث ابتكاراتها.
وتؤكد توجهات آبل في التغيير وسياسة الإحلال التي اتبعتها، تمسكها باستراتيجيتها في التصميم والتطوير والابتكار الذي يميزها والذي يضع “الخصوصية” في مقدمة الأولويات رغم التحديات التقنية والتنظيمية والمالية المتزايدة والمنافسة الشرسة التي تواجهها مع عمالقة التكنولوجيا الآخرين والاستثمارات المكثفة في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
المصادر
Financialexpress
Cnbc
digit.in
Macrumors
ظهرت المقالة كواليس آبل.. رحيل قيادات بارزة وتعيينات استراتيجية تعيد رسم مستقبل الشركة أولاً على بلوك تِك.
المصدر
مواضيع مشابهة
اخر المواضيع